الميناء

بمبادرة من جلالة الملك محمد السادس، أٌحدثت SAPT (شركة تطوير من أجل إعادة تهيئة منطقة ميناء طنجة المدينة) في مارس 2010 لتنفيذ مهمة إعادة تأهيل وتطوير منطقة ميناء طنجة. واستنادًا إلى مبادئ التنمية المستدامة والابتكار الحضري، تلتزم الشركة بتحويل ميناء طنجة الاستراتيجي إلى مركز حيوي متعدد الأغراض. وبرؤية شاملة واستشرافية، تطمح الشركة إلى رسم آفاق جديدة لطنجة، بما يُسهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي ورفاهية المجتمع.

كجزء من هيكلة مشروع التحويل هذا، أُنشئت شركة فرعية مشتركة تُسمى “شركة إدارة ميناء طنجة المدينة (SGPTV SA)” سنة 2012، بالتعاون بين شركة SAPT والوكالة الوطنية للموانئ (ANP)، وذلك لبناء وتطوير البنية التحتية اللازمة لأنشطة الرحلات البحرية واليخوت والعبارات، وإدارة جميع عملياتها والمرافق ذات الصلة. وقد عُهد بهذا المشروع الحضري إلى مستثمر خاص مرموق. وسيشمل المشروع مساكن ومكاتب ومركزا للمؤتمرات وفنادق ومركزا للتسوق لتوفير بيئة سكن متميزة لقاطنيها.

مكّنت عملية إعادة تطوير منطقة ميناء طنجة المدينة مدين المضيق من استعادة مكانتها التاريخية بين مدن البحر الأبيض المتوسط ​​الكبرى، وحوّلت الميناء إلى قاطرة لجاذبية المدينة وحيويتها وتألقها.

أعاد المشروع إحياء الميناء السابق ليصبح مركزًا متعدد الوظائف، وجعل من طنجة وجهة رائدة لسياحة الرحلات البحرية واليخوت. وركز المشروع على التنمية المستدامة، وإثراء المجتمع، والحفاظ على التراث، بالإضافة إلى الابتكار المعماري، وتنسيق الحدائق، والانفتاح الكامل للميناء على المدينة. كما سعت هذه المبادرة إلى إعادة تصور الواجهة البحرية لمدينة طنجة، مع دمج التراث بالحداثة لخلق وجهة ديناميكية توفر فرصًا اقتصادية وثقافية واجتماعية لسكان طنجة وزوارها على حد سواء.

ينسجم المشروع مع استراتيجية التنمية الشاملة والمتكاملة المتبعة في المنطقة الشمالية، والتي تهدف إلى جذب وتشجيع الاستثمارات التي من شأنها خلق الثروة وفرص العمل، لا سيما في مجالات البنية التحتية والإسكان والفنادق والسياحة والتجارة والخدمات والترفيه.

اليوم، وكثمرة لمشروع إعادة تأهيل ميناء طنجة المدينة، يُشكل خليج طنجة الفريد، والمدينة العتيقة المجاورة للميناء، بالإضافة إلى الميناء نفسه، فضاء تواصل متناغم. مشهد حضري يُمثل فرصة فريدة لإعادة صياغة العلاقة بين المدينة والميناء في ظل الاحترام الصارم للتراث والبيئة.

وقد مكّن هذا المشروع من تطوير العديد من الأقطاب، بما في ذلك الرحلات البحرية والعبارات، واليخوت، والعقارات، والفنادق، والترفيه، والصيد البحري، وإحياء العلاقة بين المدينة والميناء من خلال الدمج التام بين المدينة القديمة والواجهة البحرية، والمحيط المعماري المحيط بها.

لقد أصبح مشروع إعادة تأهيل ميناء طنجة المدينة واقعًا ملموسًا، مُغيّرًا هذا الجزء الأصيل من المدينة، الذي ظلّ لفترة طويلة منفصلًا عن المناطق المحيطة بالميناء. وقد أصبح نموذجًا للتنمية السياحية على المستوى الإقليمي والوطني والدولي.